يوفر لك تدريس اللغة العربية للناطقين باللغة العربية فرصة للتعرف على اللغة العربية وفهم بعض الاختلافات اللغوية والثقافية بين المتحدثين باللغة العربية والإنجليزية على حد السواء. لكن من الجيد الحصول على بعض المعلومات الأساسية عن متعلمي اللغة العربية قبل البدء في مغامرة تعليمية جديدة لتعليم اللغة العربية للكبار.
يعد تعلم اللغة العربية أمرًا مهمًا للغاية في معظم البلدان الناطقة باللغة العربية وغير الناطقة على حد السواء. فاللغة العربية لغة من لغات الأمم المتحدة وواجب تعلمها على المسلمين لقراءة القرآن وغيره من العبادات.
يبدأ معظم الناس دروس اللغة العربية في البلدان العربية في مرحلة ما من المدرسة الابتدائية. ولكن ليس هكذا هو الحال في البلدان الأخرى. فقد تجد طلابًا يتخطون سن العشرين دون تعلم كلمة عربية واحدة، إما لأنهم لا يستخدمونها في حياتهم اليومية، أو لم يتستنى لهم تعلمها في الصغر لأي سبب آخر.
بالطبع يختلف تدريس اللغة للكبار عن تدريسها للكبار، فيعد تعليم الكبار تحديًا مختلفًا للمعلمين على عكس تعليم الأطفال. على سبيل المثال، ينظر المعلمون عادة إلى الأطفال على أنهم أوعية فارغة يمكنهم صب المعرفة فيها. في حين أنه لم يعد البالغون عبارة عن أوعية فارغة، ولا يتحكم المعلمون في أي معلومات تعلموها بالفعل.
معرفة هذه الاختلافات تؤهلك لوضع استراتيجيات أكثر فعالية في تدريس الفئة العمرية التي تختارها. ولكن ما هي الاختلافات وكيف نتعامل معها؟
ليس لدى الأطفال تاريخ تعليمي واسع مثل البالغين. لن يهتم الأطفال حقًا بكيفية قيامك بالأشياء لأنهم لا يعرفون أي شيء مختلف. سوف يتماشى الأطفال بسعادة مع أي نشاط خططت له وسيتطلعون إليك للحصول على إرشادات، وطالما أنك تستمتع أثناء قيامك بذلك -أو تبدو مستمتعًا- فستكون بخير.
من ناحية أخرى، سوف يدخل البالغون إلى فصلك الدراسي مع توقعات تتعلق بأساليب التدريس الخاصة بك بناءً على خبراتهم السابقة في التعلم. قد يكون مرتاحًا لأسلوب معين في التدريس يختلف عن أسلوبك، مما يعني أنك قد تحتاج إلى قضاء بعض الوقت في كسب ثقتهم ومساعدتهم على التعلم.
الأطفال بارعون جدًا في تحفيز أنفسهم! سيحضرون كل يوم إلى حجرة الدراسة مليئون بالطاقة والحماس. في الوقت نفسه، يتمتع الأطفال بفترات انتباه قصيرة جدًا، لذا ستحتاج إلى تغيير ألعابك وأنشطتك بشكل متكرر للحفاظ على مستويات الطاقة العالية هذه في الفصل.
بالنسبة للبالغين، يمكن أن تختلف مستويات التحفيز حسب الحالة المزاجية ومستويات التوتر لديهم. فالكبار لديهم الكثير في أذهانهم إلى جانب تعلم اللغة العربية وسوف يجلبون معهم ضغوط ومشاكل الحياة التي تحدث خارج الفصل الدراسي معهم إلى الدروس. لذا جهز نفسك لاستعادة معنويات طلابك الجيدة مرة أخرى إذا ما بدو مكتئبين قليلاً أو منكمشين.
الأطفال هم أطفال بنهاية المطاف. لا يمكنك تركهم بمفردهم ولا يمكنك أن تتوقع منهم القيام بالأشياء بمفردهم. فتعليم الأطفال هو مجالستهم ضمنيًا إلى حد كبير، فيجب أن تحرص على امتاعهم ومحاولة مساعدتهم على التعلم في نفس الوقت.
على العكس، يمكن الوثوق بالبالغين للعمل بمفردهم وتحقيق الأهداف التي وضعوها في بداية رحلة تعلمهم. يمكنهم العمل في مجموعات دون مشاكل تذكر، ولن يقوموا بالتذمر (على الأغلب) عندما تعطيهم واجبات مدرسية لينفذوها قبل الحصة القادمة.
يأتي المتعلمون البالغون من مجموعة متنوعة من مراحل الحياة ولديهم وجهات نظر وقيم مختلفة. على سبيل المثال، سيكون الأفراد الذين ينحدرون من أصل عربي خبرة اكثر من غير الناطقين بالعربية، قد لا يتمكنون من التحدث بالعربية بشكل صحيح ولكن لديهم الاساسيات على الأقل. نتيجة لذلك، يجب أن يكون المعلمون قادرون على تكييف أساليب التدريس الخاصة بهم لتكون شاملة قدر الإمكان.
زوِّد الطلاب بالخيارات المتعلقة بسرعة الدورة أو أسلوبها أو محتواها أو تقييمها. يعد تقديم فرص التعلم عبر المجموعات الصغيرة والمهام الفردية فرصة رائعة لتلبية احتياجات المتعلم المختلفة. الأمر نفسه ينطبق على تقديم مواد الدورة في أشكال مختلفة، فتدريس قراءة العربية يختلف عن تدريس نطقها، وهكذا.
اسمح للطلاب بالمساهمة في تجربة التعلم الخاصة بهم للمساعدة في إبقائهم متحمسين ونشطين. اطلب منهم إظهار ردود أفعالهم تجاه طريقة التدريس والمواد المستخدمة. دع لهم حرية اتخاذ خيارات ذات مغزى فيما يتعلق بمواد الدورة التدريبية وطريقة التسليم، مثل طلب التعليقات على اختيار نص القراءة مثلًا.
خلال الدورة التعليمية، تواصل بانتظام مع المشاركين لمعرفة ما يمكن فعله لتحسين خبراتهم التعليمية. قد تكون الدافع الوحيد الذي يمتلكه المتعلم لمتابعة معرفته بالقراءة والكتابة بالعربية، لذا أظهر أنك تهتم حقًا بنجاحه في درسك.
إن الاهتمام بالموضوع الذي تدرسه لطلابك أمر في غاية الأهمية. لن يتعلم أي شخص أي شيء إذا كان المعلم لا يبدو مهتمًا كفاية بما يقوله. يمكن للبالغين معرفة ما إذا لم تكن مهتمًا بما يحدث على الفور، ومن المحتمل أن يتوقفوا عن التركيز عند تأكهم من ذلك. لذا، من المهم إظهار الاهتمام باللغة في كثير من الأحيان عند تدريسها.
قم بإنشاء مساحة تعلم يشعر فيها المتعلمون بالراحة في التعلم وعمل الاخطاء بجميع انواعها. فحتى عندما يتم تقديم إجابات غير صحيحة، استخدم اللحظة كفرصة تعليمية تتيح للمتعلم التعلم من الأخطاء بدلاً من أخذ الأخطاء على محمل شخصي.
يجب أن يشعر المتعلمون دائمًا بالأمان والاحترام والتشجيع أثناء تعلمهم. قدم ملاحظات خاصة بالسياق أثناء المناقشات الجماعية في الفصل والاختبارات والواجبات. زوِّد الطلاب بإمكانية متساوية للوصول إلى جميع الموارد وقدم باستمرار تفسيرات واضحة حول مواد الدورة التدريبية.
يحتاج المتعلمون البالغون عادةً إلى فهم المواد الجديدة في سياق تجاربهم الحياتية، وإحدى أفضل الطرق لتكوين هذه الروابط هي التحدث مع بعضهم البعض. إن السماح للمتعلمين لديك بالوقت لطرح الأسئلة عليك، ومناقشة دروسك مع بعضهم البعض، هو طريقة رائعة للمساعدة في ترسيخ تعليمك في أذهانهم.
إنه أيضًا وقت مناسب لك لاكتشاف أي أخطاء أو افتراضات غير صحيحة يقوم بها الطلاب، ومن خلال فتح المجال للأسئلة العامة، قد تجد الطلاب يقتربون فكريًا من مادتك بطرق لم تتخيلها. يوفر هذا تعليقات لا تقدر بثمن ورؤية ثاقبة لتدريسك، كما يمنحك الفرصة لإجراء تعديلات في نفس اللحظة لتحسين تجربة التعلم.
عند اختيار منصة لتدريس العربية عبر الانترنت، ابحث عن خيار يتضمن خاصية دردشة مباشرة إلى جانب الفيديو الخاص بك حتى يتمكن المتعلمون من تدوين الملاحظات والتحدث وطرح الأسئلة.
سيحجم بعض المتعلمين دائمًا عن التحدث في إطار المجموعة، لذا فإن السماح لهم بإرسال رسائل إليك أو طرح أسئلة كتابية سيشجع على المزيد من المشاركة ويحقق نتائج أفضل من مطالبة المتعلمين بالتحدث أمام المجموعة بأكملها.
لدى المتعلمين الكبار القليل من الصبر للجلوس والاستماع لفترات طويلة من الوقت. فهم يريدون مداخلات ومحادثات حول ما يتم تدريسه. قد يكون لديهم وجهات نظر ثابتة تجعلهم يوافقون أو يختلفون مع ما يقال. مهما كانت الحالة، فمن الحكمة إشراك المتعلمين البالغين في المحادثة على فترات منتظمة خلال كل فصل.
استخدم منهجًا إرشاديًا يغطي موضوعًا واحدًا فقط في كل مرة ويربط بأمثلة ملموسة وممارسات ظرفية. ابدأ محادثة من جملة واحدة واطلب من طلابك الاستمرار فيها باللغة العربية فقط، مع الحرص على استخدام مفردات تعلموها في دروس سابقة.
لكل نقطة تعلم ، امنح المتعلمين البالغين فرصة لإثبات معرفتهم من خلال محاكاة أو ورقة عمل أو مناقشة. استخدم الخبرات الشخصية للمتعلم (مثل الأخطاء التي ارتكبها سابقًا) كمورد تعليمي قيم في برنامجك. يمكن أن يضمن الحصول على فهم واضح لتوقعات المتعلم في البداية أن المتعلم متوافق مع البرنامج المناسب. يساعد هذا في تقليل الشعور بالإحباط والإلهاء وعدم الاهتمام المحتمل الذي قد يحدث إذا كان البالغ لا يرى أن محتوى الدورة ذو قيمة.
الطلاب البالغون الذين يشاركون في بيئات تعليمية ممتعة يشعرون بتحفيز أكبر للتعلم. راجع محتوى الردوس التدريبية لضمان كونه جديدًا وممتعًا، مع تضمين بعض الغموض أيضًا. شجع الطلاب على الرغبة في معرفة المزيد من خلال الكشف عن القليل فقط من الموضوع في بداية الدرس لإضفاء الحماس على الجو العام للفصل الدراسي.
يعد استخدام التجارب المرحة لإظهار الشخصيات والمواقف المألوفة طريقة رائعة أخرى لتحفيز الطلاب. يساعدنا الضحك على الاسترخاء، وعندما نشعر بالراحة، نكون أكثر تقبلاً للتعلم والاحتفاظ بالمعلومات.
ستكون فكرة جيدة أن تتضمن بعض الانشطة والالعاب في فصلك. اكتب بعضًا من الكلمات العشوائية بالعربية على كروت ووزعها على طلابك ودعهم يخمنون معنى هذه الكلمات بالانجليزية مثلًا، ستفاجئ من كمية المرح التي تنتج من نشاط كهذا، وفي نفس الوقت، سيساعدهم ذلك في تعلم هذه المفردات بسهولة.
يميل البالغون إلى الاستمتاع باستكشاف الموضوعات بأنفسهم. إنهم يحبون المشاركة في تقرير ما يجب تعلمه وتذكره من الفصل كما ذكرنا سابقًا، فقد يشاهدون الكثير مما يتعلمونه من خلال وجهة نظر ثابتة. لذا فإنها فكرة جيدة أن يسمح المعلمون للطلاب البالغين بدمج التجربة الشخصية في أي موضوع قيد المناقشة. عادةً ما يكون المتعلمون البالغون متعاونين ممتازين ويعملون بشكل جيد في النقاشات الجماعية.
استُخدمت القصص كسلاح للاستذكار لعدة قرون. من حفظ ألوان قوس قزح إلى ترتيب النوتات الموسيقية، يتم تعليم الأطفال قدرًا كبيرًا من المعلومات عن طريق تحويلها إلى قصص. كبالغين، تظل القصص أدوات ذاكرة قوية. غالبًا ما يكون المتعلمون البالغون محفزين عاطفياً، ويمكن لسرد القصص أن يستغل عواطفهم ويساعدهم على الاحتفاظ بالدروس والمعلومات عن اللغة.
اربط سرد القصص بأمثلة من العالم الواقعي بالحديث عن الوقت الذي ساعد فيه درسك شخصًا ما، أو كان من الممكن أن يساعده. إذا كنت تستخدم الشرائح أو الرسوم البيانية لتوضيح درسك الرئيسي، فاختر صورًا وألوانًا وخطوطًا قوية تستحضر مشاعر معينة.
فكر في المعلمين الذين أثروا بك بشكل أكبر في الماضي، ما هي الأساليب التي استخدمها معلموك لكسب اهتمامك والحفاظ عليه؟ ما الأسلوب الذي جعل درسًا واحدًا متميزًا عن الدرس الآخر؟ استخدم إجابات هذا الاسئلة في الارتقاء بمستوى تدريسك.
تعلم العربية ليس سهلًا، خاصةً لغير الناطقين بها. لذا فإنه من الحكمة تقسيم المعلومات إلى أجزاء ابسط واصغر لتجنب تحميل طلابك ما لا يطيقون.
يمكن للمتعلمين البالغين أن يستوعبوا معلومات أكثر وأكثر تعقيدًا من الأطفال، ولكن لا يزال يتعين عليك هيكلة الفصل الدراسي الخاص بك إلى دروس مجزأة تتقدم بشكل منطقي أثناء التدريس. من خلال تقسيم الفصل الدراسي الرئيسي، يمكنك التأكد من أن جميع الطلاب يتبعون طريقة تدريسك، وتخصيص وقت مناسب لتلخيص كل قسم والتأكد من أن الجميع مواكب لما تدرسه.
خصص أوقاتًا لدراسة قراءة النصوص، ووقت غيره لتعليم النطق الصحيح، ووقتًا آخر لدراسة القواعد النحوية والصرف. أما إذا اخترت نصًا لتدريسه في حصة واحدة مطالبًا طلابك بقراءة ونطق وتطبيق القواعد النحوية في ذات الوقت، فإنك تضعهم تحت ضغط لن يفيد في تعلمهم على المدى البعيد.
استخدم الملاحظات أو الشرائح لتسليط الضوء على النقاط الرئيسية لكل درس، وقم بتزويد المتعلمين بهذه المواد التعليمية إما قبل أو بعد الفصل حتى يتمكنوا من مراجعة ما تعلموه بشكل مستقل. قم بعمل قائمة أو نقاط نقطية لكل خطوة في الدورة التدريبية الرئيسية الخاصة بك، وحدد أين تبدأ الأقسام الفردية ونهايتها.
سيساعدك أسلوب التدريس هذا في الحفاظ على المسار الصحيح، بالإضافة إلى تحسين نتائج الطلاب على المدى البعيد. إذا كان عليك التوقف مؤقتًا لأي سبب من الأسباب، أو وجدت أن المناقشة الجماعية الممتعة في الفصل تبتعد عن موضوعك الأصلي، فمن السهل العودة إلى خطة الدرس والمتابعة من حيث توقفت.
ليس الأطفال وحدهم من يجدون الألوان والصور جذابة. إذا كانت شرائح عرضك بسيطة للغاية، فإنها تصبح مملة، وستخسر تركيز الطلاب أسرع مما تتخيل. بدلاً من ذلك، اجذب انتباه الطلاب من خلال الاستخدام الحكيم للألوان والخطوط والصور لتسليط الضوء على المعلومات المهمة وتعزيز القدرة على تذكر صفك الدراسي الرئيسي.
يمكنك تطبيق هذا في تعليم المفردات الجديدة والتشكيل في فصل المفردات، فيمكن كتابة الكلمة بلون وتشكيلها بلون آخر، او كتابة الحروف كلها بلون وحروف المد بلون آخر كي يساعد الطلاب على معرفته. كما يمكنك استخدام الاشكال التوضيحية في شرح قواعد اللغة والإعراب.
ضع في اعتبارك ان الكثير من الألوان، أو الكثير من الصور، ينتقص أيضًا من الدرس. إذا كانت الشرائح الخاصة بك مربكة بصريًا، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تشتيت الطلاب. بدلاً من ذلك، حاول أن يكون لديك نقطة محورية واحدة في كل صفحة.
تذكر أن أي عنصر تختاره للتميز سيكون هو الشيء الذي يتذكره المتعلمون بشكل أوضح، لذا اجعله مهمًا، لا عشوائيًا.
تأكد من حصول الجميع على فرصة للتحدث وممارسة مهاراتهم اللغوية الجديدة. في بعض الأحيان، قد يكون أحد الطلاب أكثر ثرثرة من الآخرين، وبالتالي لا يمنح بقية الفصل وقتًا للتعبير عن آرائهم. لذلك من المهم أن تأتي بفكرة أو نشاط يمكن للجميع من خلاله المشاركة، وبالتالي السماح للجميع بالمشاركة والتدرب على المفرردات والقواعد الجديدة التي تعلموها.
يمكنك تعلم تدريس اللغة العربية للكبار بالتسجيل في كورس تأهيل معلمي اللغة العربية مع Studio Arabiya. يهدف هذا الكورس إلى تأهيل معلمي اللغة العربية لتدريسها لغير الناطقين بها من الفئات العمرية المختلفة وخاصة الكبار في مدة لا تتعدى 20 ساعة.
بمجرد الانتهاء من هذا الكورس سيكون المتدرب قادرًا على: